القفز إلى المحتوى
أكاديمية ام امير ملكة السكس العربي
  • مثلية جنسية

       (0 مراجعات)

    omamer

    مثلية جنسية

    مثلية جنسيةالمثلية الجنسية (بالإنجليزية: Homosexuality)‏ هي توجه جنسي يتسم بالانجذاب الشعوري، أو الرومنسي، أو الجنسي بين أشخاص من نفس الجنس. وقد تُعتبر المثلية هويّة يشعر بها الإنسان بناءً على هذه الميول والتصرفات المصاحبة لها، بالإضافة إلى الشعور بأنه جزء من جماعة تشاركه هذه الميول. الذكر ذو الميول المثلية يلقب «مثلياً» أو «مثلي الجنس»، أو بالمصطلح التراثي «لوطي». بينما الأنثى ذات الميول الجنسية المثلية تُلقب «مثلية الجنس» أو "سحاقية". المثلية، بالإضافة إلى المغايرة وازدواجية الميول الجنسية هي التصنيفات الرئيسية الثلاث للميول الجنسية عند البشر. فالذي ينجذب للجنس الآخر يلقب «مغايراً» أو بالمصطلح غير الحيادي «سوياً»، بينما الذي ينجذب للجنسين يدعى مزدوج الميول الجنسية. وكانت تعتبر المثلية الجنسية مرضًا نفسيًا عند جمعية علم النفس الأمريكية، لكن تمت إزالتها من قائمة الأمراض بعد تظاهر النشطاء المثليين والمثليات، الذين يعتقدون أن النظريات النفسية هي مساهم رئيسي في الوصمة الاجتماعية المناهضة للمثليين جنسياً، وعطّلوا الاجتماعات السنوية لجمعية علم النفس الأمريكية لعام 1970 و1971.التعريف العام للمثلي جنسياً هو الذي ينجذب بشكل أساسي إلى أشخاص يماثلونه في نوع جنسه، وقد ينجذب بصورة ضئيلة أو معدومة إلى الجنس الآخر. وليس من الضروري أن يعبّر الشخص عن ميوله الجنسية من خلال ممارسة الجنس فعلياً. ويصعب على الباحثين تحديد نسبة الأشخاص المثليين الذين قاموا بممارسات جنسية مثلية، وذلك لأسباب عديدة. وفقاً لأكبر الدراسات في العالم الغربي، فإن الأفراد الذين مارسوا نشاطاً جنسياً مع أشخاص من نفس الجنس خلال حياتهم تتراوح نسبتهم من 2% إلى 10%. ويقيم العديد من المثليين علاقات مثلية ملتزمة، وهذه العلاقات تماثل العلاقات المغايرة من حيث الجوانب النفسية الأساسية. بينما فقط مؤخراً سهلت الشروط السياسية واستمارات التعداد السكاني ظهور المثليين العلني وتعدادهم.في العلم والطب لا يُعْتَبَر التوجه الجنسي اختياراً، وإنما تفاعلاً معقداً لعوامل بيولوجية وبيئية. ورغم وجود اعتقاد شائع بأنَّ السلوك المثلي هو شذوذ أو اختلال، فقد أظهرت الأبحاث أنَّ المثلية الجنسية هي إحدى التنوعات الطبيعية في الميول الجنسية الإنسانية. وأنها بذاتها لا تشكل مصدراً للمؤثرات النفسية السلبية على الفرد المثلي. ولقد لوحظ ووُثِّق السلوك الجنسي المثلي أيضاً لدى أنواع مختلفة من الحيوانات.لقد كثر ورود العلاقات والممارسات المثلية تاريخياً في الأعمال الأدبية والفنية، في مختلف الحضارات والمناطق حول العالم، ومنها في الأدب العربي. وعلى مر التاريخ تراوحت المواقف من العلاقات والنشاطات المثلية بين الإعجاب، التسامح، الاستنكار والإدانة، فالأمر يتعلق بالمعايير السائدة بالنسبة للعلاقات الجنسية في مختلف الثقافات والعصور. فالأديان الإبراهيمية، مثل اليهودية والمسيحية والإسلام، تُحرِّم بشكل عام المثلية الجنسية أو السلوك الجنسي المثلي. منذ منتصف القرن العشرين، بدأ رفع التجريم عن المثلية الجنسية تدريجياً، ولم تعد تصنف مرضًا في معظم الدول المتقدمة ومعظم العالم الغربي. وقد ظهرت حركة عالمية منذ نهاية القرن التاسع عشر تهدف لزيادة الاعتراف بالمثليين وتواجدهم العلني والمساواة بحقوقهم الشرعية، بما فيها حقوق الزواج، التبني، العمل، الخدمة العسكرية، العناية الطبية، وكذلك سن تشريعات تكافح التنمر لتحمي القاصرين المثليين. لكن الأوضاع القانونية للعلاقات المثلية تختلف كثيراً بين الدول، فالزواج المثلي قانوني في بعض الدول، فيما في دول أخرى تُعتبر الممارسات المثلية جريمة يُعاقب عليها القانون، وقد تصل العقوبات إلى الإعدام.هناك فرق بين المثليين جنسياً وبين الذين يشعرون بمغايرة الهوية الجنسية (ترانزجندر) وهم الذين يشعرون أنهم ولدوا على الجنس الخطأ، وبين الذين يريدون تغيير جنسهم (ترانسكشوال). فالميول الجنسية هي التوجه الجنسي للشخص (مثلي، مزدوج، مغاير) بينما الهوية الجنسية أو الجندرية هي شعور الإنسان بانتماءه إلى جنس معين.

    مصطلحات

    لوحة رسمها غوستاف كليمت لصافو: شاعرة يونانية عاشت في جزيرة لسبوس وكتبت قصائد حب للنساء.المثلية الجنسية، من المثل، تعني الانجذاب لأشخاص من جنس مماثل. ولذلك هي تدل على وجود عواطف أو ممارسات جنسية بين أفراد من نفس الجنس. وهي لا تعبر بالضرورة عن السلوك الجنسي للشخص، إذ هناك مثليون لا يمارسون الجنس مع أشخاص من نفس جنسهم، وبالمقابل هناك مغايرون يمارسون الجنس المثلي.المصطلح «مثلية جنسية» هو ترجمة للمصطلح (homosexuality).‏ وهي كلمة مركبة من اليونانية واللاتينية، إذ الجزء «هومو» مشتق من الكلمة اليونانية هوموس (ὁμός)، والتي تعني «نفس» (ولا علاقة لها بهومو اللاتينية التي تعني «إنسان» أو «رجل»). أول استعمال للمصطلح في المطبوعات كان في منشور ألماني عام 1869، كتبه مستحدث المصطلح، الصحفي النمساوي-الهنغاري كارل ماريا كيرتبيني، وعرض فيه موقفه ضد البند 143 من القانون البروسي الذي يمنع الممارسات المثلية (وتم إرجاعه في البند 175 من القانون الجنائي الألماني). في عام 1879، استعمل غوستاف ياغر مصطلحات كيرتبيني في كتابه اكتشاف الروح. وفي عام 1886، استعمل ريتشارد فون كرافت إيبنج المصطلحين «هوموسكشوال» (مثلي الجنس) و«هتروسكشوال» (مغاير الجنس) في كتابه (Psychopathia Sexualis)، وربما كان قد استعارهما من ياغر. اشتهر كتاب كرافت إيبنج في وسط الأطباء وعامة الناس أيضاً لدرجة أن المصطلحين أصبحا مقبولين للإشارة إلى التوجهات الجنسية، وقد استبدلا المصطلحات الشائعة السابقة. فمثلاً خلال آواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان يستعمل المصطلح «توجه جنسي عكسي»، وعلى الأخص من قبل علماء الجنس مثل هافلوك أليس.

    رغم أن المثلية الجنسية تشير إلى التوجه الجنسي لدى كلا الرجال والنساء، إلا أن التوجه الجنسي المثلي بين النساء يشار إليه أيضاً بالسحاق، الكلمة المشتقة من السحق. كما أن الكثير من المصطلحات بلغات أخرى تشير إلى المثلية بين النساء بكلمات مشتقة من السحق والاحتكاك. وبالإنجليزية يشار إليها بالمصطلح (lesbiansim)، المشتق من اسم الجزيرة اليونانية لسبوس، حيث عاشت الشاعرة صافو، التي كتبت قصائد حب للنساء وعن علاقاتها العاطفية مع النساء. ولذلك يُستعمل أحياناً اللقب «صافيَّة» كمرادف للكلمة «سحاقية».في العالم العربي، المصطلحات التي تُستعمل للإشارة إلى الانجذاب الجنسي المثلي أو الممارسات الجنسية المثلية تتضمن الشذوذ الجنسي واللواط، وهي غير مقبولة في الوسط العلمي. إذ المصطلح «شاذ» دارج الاستعمال للإشارة لذكر ميوله الجنسية مثلية، وفيه تلميح إلى أنَّ هذه الميول غير طبيعية أو منحرفة. أما اللواط فهو مصطلح مشتق من «لوط»، نسبةً إلى قصة قوم لوط في الإسلام والمسيحية واليهودية. وبشكل مشابه اشتق المصطلح «سدومية» من سدوم وعمورة.باللغة الإنجليزية يستعمل المصطلح «الرجال الممارسون للجنس مع رجال» (men who have sex with men) في الوسط الطبي عند تناول النشاطات الجنسية. ويستعمل المصطلح «الشبق المثلي» (homoerotic) في سياق الأعمال الفنية. للإشارة لأشخاص ميولهم الجنسية مثلية تستعمل المصطلحات: «كوير» (queer)، «فاغوت» (faggot)، «هومو»، والأكثر شيوعاً «غاي» (gay)، ومعنى هذه الكلمة الأصلي هو «سعيد، مرح»، ولكن في القرن التاسع عشر في بريطانيا اتخذت الكلمة الدلالة «عاهرة، امرأة غير أخلاقية»، وبعد ذلك «مثلي جنسي شبيه بالنساء». واليوم، في الدول المتحدثة بالإنجليزية، يعتبر المصطلح «غاي» مصطلحاً حيادياً ويستعمل للإشارة لمثلي الجنس أو لمثلية الجنس، وتقريباً لم يعد يستعمل للدلالة على معانيه السابقة. الحروف الأولى من الكلمتين (lesbian) و (gay) وُحدت مع الحروف الأولى للكلمتين (bisexual) و (transgender) لاستحداث الاختصار إل جي بي تي (LGBT). هناك جمعيات تستعمل المصطلح «م.م.م.م» كاختصار للمثليين، المثليات، المزدوجين والمتحولين.المصطلح المضاد للمثلية الجنسية هو المغايرة الجنسية، أي الانجذاب للجنس الآخر (المغاير). بالعربية يستعمل أيضاً المصطلح «سوي» كمضاد لمثلي. وبالإنجليزية يستعمل المصطلح «هتروسكشوال» والمصطلح «ستريت» (straight)، ومعناه الحرفي هو «سوي، مستقيم».

    تاريخ

    امرأة تتجسس على زوجين عاشقين من الذكور. الصين، مملكة تشينغ.

    إنَّ مواقف المجتمعات من المثلية الجنسية، السلوك المثلي، والعلاقات المثلية، قد تغيرت عبر الزمن واختلفت من مكان لآخر. إذ تراوحت بين التوقع من جميع الذكور إقامة علاقات مثلية، التقبل والتسامح، اعتبار السلوك خطيئة صغيرة أو كبيرة، كبت الظاهرة عن طريق سن القوانين والأعراف والأحكام الاجتماعية، والمعاقبة بالإعدام.

    وفقاً للبحوث التاريخية والإثنوغرافية حول المجتمعات قبل الفترة الصناعية، إنَّ 41% من أصل 42 حضارة قد عارضت المثلية الجنسية بشدة، و21% من هذه الحضارات تقبلتها أو لم تعرها اهتماماً. من أصل 70 من الإثنوغرافيات، إنَّ 59% منها أقرت أن المثلية الجنسية منعدمة أو نادرة لديها، فيما 41% منها أقرت أنها كانت موجودة أو شائعة.
    الثقافات التي تأثرت بالديانات الإبراهيمية، مالت قوانينها إلى اعتبار الميول أو الممارسات المثلية مخالفة للقوانين السماوية وجريمة بحق الطبيعة. إلا أنَّ إدانة الجنس الشرجي بين الذكور كان أمراً شائعاً في اليونان القديمة، واعتباره “غير طبيعي” يمكن أن يعود بتاريخه إلى أفلاطون.الكثير من الشخصيات التاريخية توصف بأنها “مثلية” أو "مزدوجة الميول”، مثل سقراط، اللورد بايرون، إدوارد الثاني وهادريان. بعض العلماء مثل ميشيل فوكو يعتبرون ذلك مجازفة، إذ قد يؤدي الأمر لمفارقة تاريخية بسبب افتراض وجود بنية جنسانية كانت غريبة بالنسبة لهذه المجتمعات في ذاك الوقت. ولكن هناك آخرون لا يوافقون هذا الإدعاء.

    شرق آسيا

    في شرق آسيا كان يتردد ورود الحب المثلي منذ أقدم ما سُجِّل من التاريخ.

    ذُكرت المثلية الجنسية في العديد من أشهر الأعمال الأدبية الصينية. لكن الكونفوشية، وهي فلسفة صينية سياسية اجتماعية، لم تركز كثيراً على الجنسانية والميول الجنسية، سواء كانت مثلية أو مغايرة. كان الأدب المينغي يصور العلاقات المثلية بين الرجال على أنها ممتعة وانسجامية أكثر من العلاقات المغايرة.
    إن معارضة المثلية الجنسية في الصين بدأت تظهر في فترة مملكة تانغ (618-907)، الأمر الذي نُسب إلى التأثير المتزايد للقيم المسيحية والإسلامية على المجتمع الصيني. إلا إن العداء نحو المثلية الجنسية لم يتأسس كلياً إلا بعد جهود التغريب التي حدثت في جمهورية الصين ومملكة تشينغ في أواخر فترة حكمها.المثلية الجنسية في اليابان وُثقت لأكثر من ألف سنة، وكانت جزءاً مهماً من الحياة الرهبانية البوذية، وتقاليد الساموراي. إنَّ ثقافة الحب المثلي عززت من تقاليد التوثيق والتمجيد لمثل هذه العلاقات وظهورها في الفن الأدبي والتصويري.

    جنوب آسيا

    ترد العلاقات المثلية في العديد من الملاحم الشعرية الهندية، بما فيها العلاقات المثلية بين الآلهة والإلهات. وهناك قصص عديدة تصور الحب بين أشخاص من نفس الجنس، خاصةً بين الملوك والملكات. الأرثاساسترا، الرسالة الهندية القديمة التي تتناول الإدارة العامة، تذكر العديد من الممارسات الجنسية التي يعاقب عليها سواء مورست مع رجل أو امرأة، لكن بأقل مستوى من الغرامات. الجنس المثلي لم يكن مقبولاً، لكنه اعتبر مخالفة بسيطة. الكاماسوترا، الرسالة التي تتناول الحب والسلوك الجنسي، تتناول أيضاً المشاعر العاطفية تجاه نفس الجنس.

    الشرق الأوسط

    يدعي بعض العلماء ورود حالات من الحب المثلي أو السلوك المثلي في الأدب القديم، مثل ملحمة جلجامش والقصة التوراتية دافيد وجوناثان. إذ في ملحمة جلجامش، رأى البعض أنَّ العلاقة التي تربط بين البطل جلجامش والشخصية أنكيدو هي بطبيعتها مثلية.في فارس، كان هناك تقبل للمثلية الجنسية، الشبق المثلي، وللتعبير عنهما في كثير من الأماكن العامة، مثل الأديرة، المعاهد، الحانات، المعسكرات، الحمامات العامة والمقاهي. وفي عصر الصفويين (1501-1723)، كانت بيوت الدعارة من الذكور معترف بها قانونياً وكانت تدفع الضرائب.في المجتمع الآشوري القديم، كانت المثلية الجنسية شائعة، ولم تكن ممنوعة، وبعض النصوص الدينية الآشورية القديمة تتضمن صلاوات وتبريكات إلهية على العلاقات المثلية. الكثير من الكهنة الآشوريين كانوا مثليين أو مغايري الهوية الجنسية.

    مصغر فارسي للشاه عباس واضعاً ذراعه حول كتفي ساقي شاب. رسمه محمد قاسم عام 1627.في بعض الحضارات الإسلامية في الشرق الأوسط، كانت السلوكيات المثلية شائعة وغير مستترة إلا بشكل خفيف، رغم أنها كانت ممنوعة وترتبت عليها عقوبات الإعدام. الشبق المثلي كان موضوعاً يتكرر في الفن الأدبي الذي كتبه مسلمون منذ القرن الثامن عشر وحتى العصر الحديث، بحيث تضمن تعبيراً إيجابياً عن المشاعر المثلية والشبق المثلي وقصائد حب موجهة لصبيان. كان هذا النوع من الأدب مقبول بشكل واسع، ونافس الشعر الموجه للنساء. وقد بدأ باللغة العربية ومن ثم الفارسية والتركية والأردية. إن أشهر الشعراء من العصر العباسي كان أبو نواس، وكان يثني في قصائده كثيراً على الجمال الخنثوي. بعض العرب الذين كانوا يسافرون إلى أوروبا في منتصف القرن الثامن عشر، مثل رفاعة الطهطاوي، أبدوا تعجبهم من الفرنسيين الذين أحياناً كانوا يتعمدون الخطأ في ترجمة الشعر الغزلي عن الصبيان ليشير إلى صبايا، وذلك من أجل المحافظة على أعرافهم الاجتماعية. من الأعمال الأدبية الأخرى التي تضمنت موضوع الشبق المثلي هي ألف ليلة وليلة، رباعيات الخيام، وبعض الكتب التعليمية الجنسية أيضاً، مثل الروض العاطر في نزهة الخاطر، الذي كتبه محمد بن محمد النفزاوي، إذ تناول فيه الجنس المثلي كجزء طبيعي من النشاطات الجنسية لدى الإنسان.أما الأعمال التصويرية للشبق المثلي فقد كانت نادرة جداً. وما ظهر من هذا الفن كان معظمه من فارس، وبالتحديد الدولة الصفوية، في القرنين السادس والسابع عشر. ومنها المصغرات الفارسية، مثل رسم للشاه عباس مع صبي يرتدي عمامة، وإلى جانب المصغر كُتب بيت قصيدة باللغة الفارسية: «وعسى أن تجازيكم الحياة بكل ما تشتهون من ثلاث شفاه: شفة المحبوب وشفة الخمر وشفة الكأس». لتركيا العثمانية كان تاريخ غني لكن مستتر من الشبق الجنسي بين السنوات 1520 و1566. لكن لم يُكشف عن الرسومات التصويرية الشبقية المثلية إلا في القرن التاسع عشر في مخطوطة «خمس قصائد» للشاعر نيفي زاده عطائي.في العصر الحديث، الحكومات التابعة لمعظم الدول في الشرق الأوسط تتجاهل أو تنكر وجود المثليين أو تقوم بتجريمهم. المثلية الجنسية غير قانونية في معظم الدول الإسلامية، وتترتب عليها عقوبة الإعدام في العديد منها. لكن من ناحية أخرى هناك دول ذات أكثرية مسلمة تضمن حقوق المثليين مثل ألبانيا وسيراليون وغينيا بيساو، كما أن المثلية الجنسية شرعية قانونياً في العراق، تركيا والبحرين.

    أوروبا

    شريكان ذكران إراستس وإرومينوس يتبادلان القبل. عام 480 قبل الميلاد.

    إنَّ أقدم الأعمال الأدبية والفنية الغربية التي تتناول العلاقات المثلية مستوحاة من العلاقات المثلية الغلمانية في اليونان القديمة في الفترة الكلاسيكية. هذه العلاقات كانت تتألف من رجل بالغ وشاب مراهق. وقد اعتُبرت قيمة لفوائدها التربوية وكوسيلة لضبط نمو المجتمع، لكن أحياناً كانوا ينسبون الفوضى والاضطرابات إليها. أفلاطون مدح فوائدها في كتاباته الأولى، ولكن في كتاباته الأخيرة اقترح منعها. تندر المعلومات عن المثلية بين الإناث في العصور القديمة. الشاعرة صافو، التي ولدت في جزيرة لسبوس، كان شعرها يتمحور حول الشغف بكلا الجنسين. والمصطلحين «ليزبيانيزم» و«الصافيَّة» اشتقا من اسمها واسم مسقط رأسها، وهما يدلان على المثلية الجنسية بين النساء.

    وفي روما القديمة في الفترة الكلاسيكية، بقي الشاب الذكر محور الاهتمام الجنسي لدى الذكور. لكن العلاقات المثلية كانت بين الرجال البالغين الأحرار وبين عبيد أو شباب محررين اتخذوا دور «المتلقي» في الجنس. وكل الأباطرة كان لهم شركاء ذكور فيما عدا كلوديوس.

    في عصر النهضة، اشتهرت المدن الغنية في جنوب إيطاليا (بالذات فلورنسا والبندقية) بالحب المثلي. بحيث كان الكثير من الذكور فيها يقيمون علاقات مثلية.
    ولكن كانت السلطات تعدم وتعاقب وتسجن نسبة كبيرة منهم. منذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر، كانت العقوبة للممارسات المثلية بين الذكور هي الإعدام في معظم أوروبا.في العصر الحديث بدأت تظهر أعمال أدبية تدافع عن المثلية الجنسية. ففي عام 1749، نُشر كتيب لتوماس كانون، وقد اعتُبِر أول دفاعٍ جدي ومتوسع عن المثلية الجنسية في اللغة الإنجليزية، ولكن تم كبته بعد فترة قصيرة من نشره. في عام 1785 كتب جيريمي بنثام دفاعاً آخر، لكنه لم ينشر إلا في عام 1978.

    وقد استمر تنفيذ عقوبات الإعدام لخرق قوانين اللواط حتى عام 1803 في هولندا، وحتى عام 1835 في إنجلترا.

    بين الأعوام 1864 و1880 قام كارل هاينريش أولريكس بنشر رزمة من أوراق الدعاية التي أطلق عليها عنوان بحث في لغز الحب بين الذكور. وفي عام 1867 أصبح أول مثلي يدافع علناً عن المثلية الجنسية، حين نادى بقرار يحث على إلغاء القوانين ضد المثلية الجنسية في مؤتمر الحقوقيين الألمانيين في ميونخ.
    في عام 1896 نُشر كتاب التوجه الجنسي العكسي لهافلوك أليس، وفيه اعترض على النظريات التي تقول بأن المثلية الجنسية غير طبيعية، وتحدى الصور النمطية للمثليين، وشدد على كلية وجود المثلية، وأصرَّ على ارتباطها بالإنجازات الفكرية والفنية. ورغم أن عامة الناس عادةً لم يقرأوا هذه الكتب الطبية، إلا أنها أدت لقيام اللجنة العلمية الإنسانية التي أسسها ماغنوس هيرشفلد، والتي شنت حملة ضد قوانين اللواط في ألمانيا من العام 1897 وحتى العام 1933. وكذلك أدت لنشوء حركة غير رسمية بين المفكرين والكتاب البريطانيين، التي قادها أشخاص مثل إدوارد كاربنتر وجون أدينغتون سيموندز.

    أفريقيا

    كسر صورة يعود تاريخها لفترة حكم رعامسة تصور رجلاً يمارس الجنس مع رجل آخر.إنَّ أول شريكان مثليان وُثقا في التاريخ كانا خنوم حتب وني أنخ خنوم، ذكران مصريان قديمان عاشا في حوالي عام 2400 قبل الميلاد. رُسم هذا الزوج في وضعية تقبيل، وهي أكثر الوضعيات حميمية في الفن المصري القديم. أقر المختصان بعلم الإنسان، ستيفن موراي وويل روسكو، أنَّ النساء في ليسوتو كن ينخرطن في علاقات مثلية طويلة الأمد، وكانت هذه العلاقات مقبولة اجتماعياً. بالإضافة لذلك، وثَّق ايفانز-بريتشارد أنَّ المحاربين الأزانديين في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشمالية كانوا يوظفون مثليين ذكور تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 20، حتى يكونوا أزواجاً لهم، وقد ساعدوا في الأعمال المنزلية ومارسوا التفخيذ معهم.

    الأمريكتين

    قبل الاستعمار الأوروبي كان لدى الأمريكيين الأصليين نوع شائع من الجنسانية المثلية التي تمركزت حول ثنائية الروح. عادةً كان يُمَيَّز ثنائي الروح مبكراً في حياته، وإن قبل بالدور تتم تنشئته بطريقة ملائمة بحيث يتعلم قواعد الجنس الذي اختاره. أغلب ثنائيو الروح كانوا من الشامان، وكان يعتقد أن لهم قوى تفوق تلك التي لدى الشامان العاديون. وكانوا يقيمون علاقات مع أشخاص من كلا الجنسين. فضلاً عن أنَّ ثنائي الروح الأنثى بيولوجياً كان يقيم علاقات جنسية مع الإناث فقط.كانت المثلية ومغايرة الهوية الجنسية شائعة أيضاً في حضارات أخرى قبل الاستعمار الإسباني للأمريكتين في أمريكا اللاتينية، مثل الآزتك، المايا، الموشي، والزابوتيك وغيرها.المحتلون الإسبانيون فوجئوا بالممارسات المثلية العلنية بين السكان الأصليين، وحاولوا منعها بفرض عقوبات شديدة، التي تضمنت الإعدام العلني، الحرق، والتمزيق إرباً بواسطة الكلاب. العديد من القبائل تأثرت بالهوموفوبيا الأوروبية. وهناك ادعاءات تقول بأن للآزتك والإنكا كانت قوانين تعاقب المثليين والمتحولين جنسياً. ولكن بعض الكاتبون يعتقدون أن هذه مبالغة، أو نتيجة للتثاقف، وذلك لأن كل المستندات التي تدل على ذلك كانت بعد الاحتلال، وأي مستندات تعود لقبل الاحتلال تخلص منها الإسبانيوون.

    التوجه الجنسي

    زوج من المثليين الذكور.التوجه الجنسي هو الانجذاب الجنسي والحسِّي طويل الأمد، وقد يتضمن الأفكار، والتخيلات والعلاقات. يعبر الشخص عن توجهه الجنسي من خلال الممارسات الجنسية أو الرغبة فيها. العلاقات والارتباطات لا تقتصر على السلوك الجنسي، وقد تشتمل على اتصال حميمي غير جنسي، أهداف ومبادئ مشتركة، والدعم المتبادل والالتزام. الميول الجنسية تُصنف على أنها مثلية أو مغايرة وفقاً لجنس كل من الأطراف المشتركة فيها. وفقاً لسلم كينسي، تتراوح الميول الجنسية من المغايرة المطلقة (أي الدرجة 0) إلى المثلية المطلقة (الدرجة 6)، وما بينهما مثل ازدواجية الميول الجنسية. وقد أضيفت الدرجة "X" لتدل على اللاجنسية.

    زوج من المثليات الإناث.منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين كان الكُتاب والمُنظِّرون في موضوع التوجه المثلي يعتقدون أنَّ المثلية مرتبطة جوهرياً بجنس صاحب التوجه. على سبيل المثال، كان يُعتقد أن الأنثى التي تنجذب لإناث بالضرورة تتسم بصفات رجولية، والعكس بالعكس. ومن أصحاب هذا الرأي كان كارل هاينريش أولريكس وريتشارد فون كرافت إيبنج وماغنوس هيرشفلد وهافلوك أليس وكارل يونغ وسيغموند فرويد. ولكن دُحضت هذه الفكرة في تلك الفترة، وخلال المنتصف الثاني من القرن العشرين، بدأت الهوية الجندرية تظهر تدريجياً على أنها ظاهرة منفصلة عن التوجه الجنسي. فالهوية الجندرية هي اقتناع الشخص بانتمائه لأحد الجنسين، سواء كان بيولوجياً أو سلوكياً. مغايرو الهوية الجنسية قد ينجذبون للرجال أو النساء أو كلاهما. كون الشخص رجولياً، أنثوياً، أو زنمردي لا يتعلق بميوله الجنسية سواء كانت مثلية أو مغايرة أو ازدواجية. لكن هناك دراسات تشير إلى أنَّ معظم المثليين لم يكونوا ممتثلين لجنسهم في طفولتهم.

    الأسباب

    ما من إجماع علمي على العامل الرئيسي الذي يحدد التوجهات الجنسية. وليس من المعروف إن كان التوجه الجنسي يتكون بنفس الشكل لدى النساء والرجال. حتى الآن اقتُرِح العديد من التفسيرات والابحاث العلمية، وحظي البعض منها على الكثير من الدعم، لكن لم يتم إعتماد أي بحث أو تفسير حتى الآن. التفسيرات التي اقتُرِحت يمكن تصنيفها ضمن ثلاثة عوامل رئيسية، ألا وهي الجينية، البيولوجية أثناء نمو الجنين، والبيئية النفسية. ومن المحتمل أن التوجه الجنسي يتم تحديده بخليط من التأثيرات الجينية، الهرمونية والبيئية، وليس بعاملٍ واحدٍ فقط. ومن الممكن أنَّ الأسباب تختلف من شخص لآخر. في العقود الأخيرة أصبح المختصون يركزون أكثر على النظريات التي تقوم على الأسباب البيولوجية (أي الجينية أو الهرمونية أثناء النمو الجنيني).
    عوامل جينية

    وفقاً لدراسة أجريت عام 2008، هناك أدلة كثيرة تدعم تأثر التوجه الجنسي بالعوامل الجينية. لكن المثلية تُضعِف النجاح التناسلي، ولذلك وجودها في التجمعات بنسب عالية نسبياً يشكل لغزاً، إلا أن نتائج هذه الدراسة أوضحت أنَّ الجينات التي تُعَرِّض الشخص للمثلية الجنسية هي في الحقيقة مفيدة للمغايرين، وهذه الفائدة تعزز نجاحهم في التزاوج. تبعاً لدراسة أخرى أجريت عام 2009، الإناث ذوات الأقارب المثليين من ناحية الأم تكون خصوبتهن عالية، مما يزيد من نجاحهن التناسلي، وهكذا من المحتمل أن يرث «الجينات المثلية» بعض الأفراد في الأجيال اللاحقة. هناك بحث يعترض على فكرة أنَّ السلوك المثلي في الحيوانات يُضْعِف نجاحهم التناسلي، وهناك العديد من النظريات التي تقول بأنه سلوك تكيفي، وهذه النظريات تختلف من نوع لآخر.في دراسات استقصائية اتضح أنَّ التوأمان المتماثلان يتشابهان من حيث التوجه الجنسي أكثر من التوأمان المتغايران، بحيث أن كان أحد التوأمين مثلياً، فاحتمال أن يكون التوأم الآخر مثلياً أيضاً هو 32% إن كانا متماثلين، وفي حالة التوأمين المتغايرين الاحتمال هو 13%. هذه الدراسات تبين وجود تأثير جيني على التوجه الجنسي، ولكن ليس لدرجة تبرر النظر إليه كظاهرة جينية بحتة.عام 2017، نشرت جمعية "Genome-Wide" للأبحاث الوراثية دراسة جديدة حول موضوع التوجه الجنسي للرجل حيث قامت بمقارنة الحمض النووي لمايقارب 1100 مثلي جنسي و1200 غيري جنسي من أوروبا، وقد أظهرت النتائج أن هنالك تعدد واختلاف في النيوكليوتيدات أو مناطق SNP الموجودة على مستوى الكروموسومات 13 و14 والتي تتحكم بنمو الخلايا العصبية، البقاء وتشكيل المشبك وهذا يدل على إحتمالية ارتباط التوجه الجنسي بالتكوين الجيني للإنسان.

    عوامل هرمونية

    وفقاً لبعض الأبحاث، الميول المثلية تتأثر بالبيئة الهرمونية التي ينمو بها الجنين. فالعوامل الهرمونية تؤثر على بنية الدماغ وغيرها من السمات. نشاط هرمون التستوستيرون هو ما يجعل دماغ الجنين ينمو ليصبح دماغاً ذكرياً، وقلة تأثير هذا الهرمون هو ما يجعله ينمو ليصبح أنثوياً. طبقاً لبحث أجري عام 2010، هذه هي الطريقة التي تُحدد بها الهوية الجنسية وكذلك التوجه الجنسي، إذ تتم برمجتهما في بنية دماغ الجنين وهو ما زال في الرحم. بالإضافة لذلك، أظهرت أبحاث الدماغ وجود اختلافات بين المثليين والمغايرين من حيث حجم بعض نويات الدماغ. أطوال العظام هي من السمات الأخرى التي تتأثر بهرمونات الجنس والتي يُعتقد أنها متعلقة بالمثلية، إذ تكون عظام الأذرع، الأيدي والأرجل أقصر لدى الرجال المثليين. ولكن ليس من الواضح إن كانت هذه السمات مُسببة للمثلية أو تعبيراً عنها (أي أنَّ علاقة السبب والنتيجة غير واضحة).

    عوامل نفسية

    الكثير من التفسيرات تنبع من رؤية التوجه المغاير كأمر طبيعي، والتعامل مع التوجه المثلي على أنه الاستثناء الذي يحتاج إلى تفسير. فهذا أدى بالباحثين لمحاولة إيجاد علاقة بين المثلية والتجارب الاستثنائية والصدمات في فترة الطفولة. ولكن ليس هناك أي دليل علمي يدعم أنَّ التنشئة غير الطبيعية، التحرش الجنسي، أو أي تجربة حياتية مؤذية أخرى قد تؤثر على التوجه الجنسي للشخص. إلا أنَّ المعلومات الحالية تشير إلى أنَّ التوجه الجنسي يتأسس في الطفولة. التقرير الذي نشره ألفريد كينسي عام 1948 يشير إلى أنَّ نسبة المثليين الذين عاشوا طفولة عادية تقارب نسبة المثليين ذوي الطفولة الصعبة، وقد أكدت على ذلك أبحاث أخرى أجريت فيما بعد عقب هذا التقرير. اقترح محللون نفسيون أن توجه الشخص الجنسي يتعلق بطبيعة علاقته مع أحد أبويه، ولكن هذه الفرضية لم تعتمد على التجارب. وقد اعتقد سيغموند فرويد أنَّ جميع البشر يولدون مزدوجي الميول، ولكن فيما بعد يصبحون أحاديي الميول نتيجة العوامل النفسية المؤثرة عليهم أثناء نموهم، مثل تفاعلهم مع أبائهم وبنية محيطهم الاجتماعية.

    الإفصاح عن الميول المثلية

    الإفصاح أو الكشف أو الطلوع (بالإنجليزية: coming out)‏ هو إفصاح الشخص عن ميوله الجنسية أو هويته الجنسية بعد مروره بسيرورة نفسية، والتي تتألف بشكل عام من ثلاث مرحل. المرحلة الأولى هي الإدراك، إذ يدرك الشخص أن له ميولاً مثلية. المرحلة الثانية هي اتخاذ القرار بالكشف للآخرين عن هذه الميول. المرحلة الثالثة هي تقبل الشخص لميوله وعيش حياته كمثلي جهاراً.وفقاً لبعض أخصاء علم النفس، إنَّ تطوير المثليين ومزدوجي الميول لهويتهم الجنسية هي عملية معقدة وغالباً ما تكون صعبة، إذ بعكس أنواع الأقليات الأخرى (كالعرقية والدينية) هم لا ينشأون في مجتمع يجدون فيه من يشابههم ويدعمهم، وفي بعض الحالات يعيشون في مجتمعات عدائية تجاه الميول المثلية أو جاهلة بها.

     

     


    ملاحظات المستخدم

    لا توجد مراجعات لعرضها.


×
×
  • انشاء جديد...